الاثنين، 15 أغسطس 2022

عبادات ممتعة فى طبيعتها - 5

17 من محرم 1444 هـ 

حب لأخيك ما تحب لنفسك

سلام الله عليكم و رحمته و بركاته

أحبابى فى الله سأبدأ بقصة حدثت معى، فى أحد الأيام بعد أن انتهينا من الصلاة فى المسجد وجدنا شاباً ملامحه أوروبية و يرتدى ملابس مشابه لما نرتديه من قميص طويل و غطاء رأس (جلباب وطاقية بالمصرى) و أشار إلينا بالانتظار و الإنصات إليه و وقف إليه أحد الشباب مترجماً حيث كان يتكلم الإنجليزية، و قال الآتى:


" أنا عاتب عليكم لأنكم لا تلتزمون بما أمركم به نبيكم محمد (صلى الله عليه و سلم) على الرغم أنكم تقولون أنكم تحبونه و تتبعونه و لكنكم بالفعل تجاهلتم واحداً من أهم أحاديثه، فقد قال سيدنا محمد (صلى الله عليه و سلم):  {لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه} و أنتم تحبون لأنفسكم الجنة لهذا حسب أمر الرسول فيجب عليكم أن تحبوا لنا الجنة و لاحظوا أن نص الحديث ترك كلمة أخيه عامة و هذا يعنى أنها تشمل كل البشر، إذاً عليكم أن تحبوا لغير المسلمين أن يدخلوا الجنة و أن تنفذوا هذا من خلال دعوتكم للناس بالدخول فى الإسلام لأن المسلمين فقط هم من سيدخلون الجنة كما قال الله تعالى:{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}(آل عمران : 85) فكيف تدعون أنكم تحبون نبيكم و تتبعون تعاليمه و تتركونا و لا تخبرونا بالإسلام فنكون من الخاسرين و نحرم من الجنة. كنت أعيش ييريطانيا و لم أكن أعرف أى شئ عن الإسلام و لم أكن أعلم أنى على باطل و مصيرى النار لولا أن أنقذنى الله و أنعم على بالإسلام و بعد أن تعلمته و عرفت الحقيقة غضبت منكم لما تركتمونا للنار؟! ألا تحبون لنا الجنة كما تحبوها لأنفسكم؟"


حديث لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه
حديث صحيح قيل فيه أنه ربع الإسلام

الفقرة السابقة هى كلام عبد الله بعد أن أنعم الله عليه بالإسلام، و حقيقة تأثرت يكلامه و اهتممت أن أطبق تعاليم هذا الحديث و أن أدعو المسلمين للطاعة و آمرهم بالمعروف و أنهاهم عن المنكر و كذلك أجادل غير المسلمين بالحسنى بهدف أن أعينهم على معرفة الحق و اتباعه فيكونوا من أهل الجنة بإذن الله.

هذه المدونة كانت خطوة فى هذا الطريق للعمل بنصيحة عبد الله البريطانى الذى دخل فى الإسلام ليذكرنى ما غفلت عنه.

أحبتى فى الله أدعوكم للعمل بنصيحة عبد الله و العمل بحديث النبى فتحبوا لإخوانكم ما تحبوا لأنقسكم من خير بداية من الجنة و هى الخير الأعظم و إنتهاءاً بأيسط خير حتى و لو كان أن تسمع أخاك أو تسمعى أختك كلمة طيبة تسعدها، ألا تحبون أن تسمعوا كلاماً طيباً؟ كذلك الناس يحبون سماع الكلام الطيب.


بارك الله لكم و جعلكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.


المصادر:


عبادات ممتعة فى طبيعتها – 6

  2 من صفر 1444 حافظ على بيئتك   السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،         تحياتى لكم جميعاً أيها الأحبة و أسأل الله لى و لكم الس...