السبت، 12 مارس 2022

عبادات ممتعة فى طبيعتها - 1

السبت 9 من شعبان 1443 هـ

التفكر فى خلق السماوات و الأرض


بسم الله


فى الحقيقة هى واحدة من أكثر العبادات متعة و اخترت أن أبدأ بها لما لها من تأثير فورى و واضح جداً، هذه العبادة لا تحتاج فيها لبذل أى مجهود و ليست لها أية شروط و لا وقت محدد يمكنك أداء هذه العبادة فى أى وقت و فى أى مكان و سواء كنت منفرداً أو محاط بالناس من حولك تستطيع ممارستها فى كل الأحوال، و يمكنك أن تخصص لها وقت محدد يومياً و كذلك يمكنك أن تكررها كلما احتجتها فهى عبادة جميلة يمكنك أن تستثمر فيها وقتك و حتى الوقت المهدر إذا أجبرت عليه كالوقوف فى الطوابير أو إنتظار دورك لتلقى خدمات معينة أو حتى و أنت فى المواصلات تعبد بها و استفد من هذا الوقت و لو أنك تحب السير فما أحلاها مع ممارسة رياضة المشى!

دعونا نتعرف على هذه العبادة عن قرب، هى عبادة للعينين و العقل و النفس فى أثناء ممارستها تفرغ رأسك من كل شئ و فقط تنظر بتركيز إلى شئ طبيعى من خلق الله كالسماء و السحب و الأشجار و الجبال و الطيور و البحار و غيرهم الكثير و تمعن و تتدبر فى اتقان خلقها و جمالها و بديع صنعها تأمل فى تفاصيلها و تدبر فى اتقانها و انطلق بخيالك فى أعماق هذا المخلوق و كيف أوجده الله من عدم، اعلم أن الله يبعث له رزقه من حيث لا تدرى أنت و انظر كيف تتبدل أحواله، انقل تفكرك من العين للعقل ثم للنفس، الآن عينك تنظر و عقلك يتدبر و نفسك تصفو، إستمر و كرر هذه العبادة كثيراً، إحرص على مرة فى اليوم على الأقل و إن استطعت أن تزيد فافعل فالزيادة منها هى زيادة فى صفاء النفس و راحة الذهن و المكسب الأساسى هو الحسنات التى نسعى لجمعها.



خطوات تطبيق هذه العبادة:

بكل بساطة هى كالآتى:

1- النية: 

فالنية هى التى تجعل هذا العمل عبادة و بهذا يبدأ عداد الحسنات فى العمل، إبدأ بنية أننى سأتدبر فى خلق السماوات و الأرض أو بنية التفكر فى خلق الله و النية محلها القلب لا تحتاج أن تنطقها بلسانك، و يمكنك أن تزيد حسناتك بإضافة نيات أخرى مثل:

  • إتباع سنة من سنن النبى، فنحن نعلم أن النبى كان يقوم بهذه العبادة حتى قبل البعثة، و بلغنا أيضاً أنها كانت من عبادات أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام.
  •  تجديد الطاقة للتقوى على العبادة.
  • تفادى الوقوع فى الهم و الحزن. 
  •   الشكر، فإستخدام النعمة (كنعمة النظر فى هذه الحالة) فيما يرضى الله هو نوع من أنواع الشكر.

  • التقرب لله و التودد إليه.
  • إستشعار عظمة الله. 
  • إظهار حبنا لله، لأن المحب يفعل ما يحبه المحبوب.


2- قل: "بسم الله".

3- توجيه النظر لمخلوق طبيعى:

و نختار المتاح منه فإن كنت فى البيت و لديك نافذة تأمل منها السماء و السحب إن كنت فى النهار أو تأمل القمر و النجوم إن كنت فى الليل، أنظر للأشجار إن كنت فى الطريق أو لمجرى مائى إن كان بجوارك. إن لم تجد أنظر إلى ثمرة فاكهة أو خضروات و دقق فى صنعها و اعلم أن الله خلق كل شئ بمقدار.

4- قل "الحمد لله" عندما تكتفى أو تتوقف عن هذه العبادة.

5- إنوى المعاودة مرة أخرى.

 

من فضل الله تعالى أنك ستستشعر الراحة فى الدقائق الأولى من بدأ هذه العبادة ثم ستشعر بمتعة من النظر لهذا الجمال الذى وضعه الله فى خلقه و سيصعد الشعور بالسعادة بالتدريج فى نفسك، فما عليك إلا أن تبدأ لتسعد.


كيف نزيد التأثير الطيب لهذه العبادة؟


إليك بعض العوامل التى تقوى نتائج هذه العبادة و هى ليست شرطاً و لكنها تزيد من ثمارها و هى كالآتى:

    • الإستمرار لمدة ثلث ساعة (20 دقيقة) أو أكثر إن استطعت.
    • التواجد فى مكان مفتوح و حاول أن تكون محاط بالطبيعة من كل مكان كالجلوس على شاطئ البحر أو ركوب قارب صغير فى النهر أو الجلوس فى حديقة. 

    •  لبس ملابس مريحة.
    • الابتعاد عن الضوضاء.
    • الاستمتاع بأصوات الطبيعة. و بذلك تشترك أذنيك أيضاً فى العبادة و يزداد الصفاء النفسى.

    •  تخصيص وقتين مختلقين فى اليوم (مثلاً مرة فى النهار و أخرى فى بداية الليل).


و ما هى الضوابط؟

الإلتزام بالضوابط الشرعية فمثلاً عدم النظر إلى محرم أو الإستماع إلى محرم و غير ذلك من الضوابط. 


 ثمار هذه العبادة:

1.    الراحة النفسة و هدوء الأعصاب.

2.    الشعور بالبهجة و السرور و الأمل.

3.    تجدد النشاط.

4.    زيادة الطاقة و الحيوية.

5.    تحبيب النفس فى العبادات الأخرى.

6.    تحسين الإنتاجية فى العمل.

7.    زيادة الحسنات و الأجر.

8.    إبتغاء الجنة.

9.    التقرب من الله.

 

أرجو العلم أننا تحدثنا عن نوع واحد من عبادات التفكر فهى كثيرة و متنوعة و منها:

-         التفكر فى خلقتك و كيف سواك الله على أحسن صورة و فضلك على كثير ممن خلق تفضيلا.

-         التفكر فى الملكوت و عظمة خلق الله و أن ما ندركه منها قليل جداً.

-         التفكر فى الصالحين.

-         التفكر فى الملائكة.

-         التفكر فى عظمة الله نفسه.


و نرجو من الله تعالى أن يأذن لنا بالحديث عن كل نوع منهم على حدة.

أرجو أن تكون كلماتى هذه نافعة و سهلة فى تطبيقها و أسأل الله لى و لكم الزيادة فى الإيمان و الهدى و التقى و العلم.


و الحمد لله رب العالمين.




عبادات ممتعة فى طبيعتها: المقدمة.

السبت 9 من شعبان 1443 هـ

المقدمة

 

بسم الله الرحمن الرحيم 
و الحمد لله رب العالمين

و الصلاة و السلام على أكرم المرسلين


تستمتع و تأخذ حسنات!هل سمعت مثل هذا الكلام من قبل؟

فى هذا المقال و غيره سنتذكر معاً عبادات رائعة، القيام بها ممتع فى حد ذاته فبمجرد الشروع فى هذه العبادات سوف تشعر بالراحة و المتعة و ستستمر معك لذة هذه العبادات حتى بعد إتمامها، ستكمل يومك سعيداً هادىْ النفس و مطمئن، ستعجب بهذه العبادات و ستنعم بالإستمرار عليها و بمشيئة الله ستعينك على التمتع بسائر العبادات و التمسك بها، ستعرف المتعة الحقيقية و ستنعم بالحياة كما لا ينعم بها الغافلون عن عبادة الله. و الأجمل من هذا أنك يوم البعث ستكون من المكرمين، و برحمته تعالى ستكون فى عليين، و فى الفردوس قد ترافق النبيين و تكون مع الشهداء و الصديقين.


الأصل أن كل العبادات تصل بالإنسان إلى اللذة الحقيقية و التى يستشعرها العابدون، و هذه اللذة فى الحقيقة لا يصل إليها إلا كل مخلص ابتعد عن الشرك بأنواعه و عرف لله قدره و عرف لنفسه قدرها و علم لما خلق؟ فأحسن العبادة و ترفع عن المنكرات و أحب الله و اظهر لله حبك له. اللهم ارزقنا حبك و حب من أحبك و حب كل عمل يقربنا إلى حبك.


فى هذه المقالات سنتعاون على تطبيق تلك العبادات الشيقة واحدة تلو الأخرى و سنعرف معاً خطواتها الصحيحة و ضوابطها و نتناصح و نعين بعضاً البعض على السعادة، و يا حبذا أن ندرك سعادة الدارين، الدنيا و الآخرة.


الحمد لله

عبادات ممتعة فى طبيعتها – 6

  2 من صفر 1444 حافظ على بيئتك   السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،         تحياتى لكم جميعاً أيها الأحبة و أسأل الله لى و لكم الس...