13 من شعبان 1443
تذكر نعم الله
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
تحياتى لكم جميعاً أيها
الأحبة و أسأل الله لى و لكم السعادة فى الدارين،
أما بعد،
| المصدر: المرجع الإلكترونى للمعلوماتية |
عندما يخلو الواحد منا بذاته و يبدأ حديثه مع
نفسه فإنه فى كثير من الأحيان يجد رأسه تمتلئ بما يجلب لها الهم و الحزن و تشعر
كأن سلسلة من الذكريات الأليمة قد بدأت تنساب داخل ذاكرتك فتجد نفسك تفكر فى أزمة
تمر بها الآن ثم تتوارد الخواطر السيئة تباعاً و تبدأ فى توقع الأسوأ ثم لا تبرح
فتجد نفسك تضم فكرة سيئة أخرى و تنتقل منها لما هو أسوأ حتى يتملكك الهم و الحزن
بالتدريج فيظهر أثر ذلك على وجهك، و تجد الناس يسألونك عن ما أصابك و أحزنك و لا
تجد إجابة محددة فتقول فى نفسك: "هأقول إيه و لا إيه، ده أنا همومى كثيرة
قوى" ثم تقرر أن تنطق فتقول: "الحمد لله على كل حال، كل اللى يجيبه ربنا
كويس"، و لكن الكارثة هنا أنا قولك من وراء قلبك فقلبك يتفطر و يعتصر من
الألم و لا يرى إلا المصائب تنصب فوق رأسك، أليس هذا صحيحاً؟ بلى هو حقيقى مع أكثر
الناس، و لكن هل تعلم أن كل هذا البؤس و الشقاء غير حقيقى؟! هل تعلم أنك تستطيع
تبديله فى لحظات؟ نعم و سوف أوضح لك الحقيقة فركز فى ما هو قادم من كلمات.
لماذا نفكر فى مصائبنا؟
أولاً يجب أن تعلم أن الشعور بأن المصائب
تتساقط على رأسك هو من فعل الشيطان، فإبليس اللعين يعلم شدة تأثير الحزن على
الإنسان و كم التحطيم النفسى الذى يسببه له الهم، فبواسطة سلاحى الهم و الحزن
يتمكن إبليس من تدمير الإنسان ببساطة ثم يستدرجه للتفكير فيما لا يرضى الله ثم قول
السوء ثم فعل ما يخالف الدين و ببساطة يجرك للشرك دون أن تدرى أو الكفر بنعم الله!
و نعوذ بالله أن نقع فى هذا.
و ما البديل؟
إعلم أنك مغمور بالنعم و ما عليك إلا أن تبتعد برأسك عن الشيطان و تبدأ فى
التفكير بالنعم و عدها، نعم أذكر نعمة نعمة و يمكنك أن تقوم بالعد على أصابعك،
إستغرق فى التفكير فى النعمة و سيحدث العجب، ستجد سلسة من الأفكار الجميلة و
الذكريات الحلوة بدأت تنساب فى رأسك و ستجد لسانك ينطق تلقائياً "الحمد
لله" ( و إن لم يفعل لسانك هذا إدفعه أنت لقول: "الحمد لله") مع كل
نعمة تتذكرها و ستجد قلبك يزيل عن نفسه الهموم و يكشف الغطاء ليتلقى نسائم البهجة
و السرور، بشكل لا إرادى ستنفرج أساريرك و ستظهر الراحة على وجهك و ستبتسم شفتاك و
سيشعر من حولك بالطمأنينة، أليس هذا أفضل؟
إجعل هذا عادة لديك لا تتوقف
عن ممارستها و فى آخر هذا المقال ستجد تدريبات تقوى لديك هذه العادة، قم بكل تدريب
فى وقته حتى يصبح هذا أسلوب حياتك، و فى كل مرة اجتهد فى تذكر نعم مختلفة و ستتفاجأ
بكم النعم المحيطة بك و ستشعر بالخجل من الله لأنك تناسيت نعمه التى غمرك بها و
كنت فقط تكلمه عن المصائب و تسأله عما ينقصك و لا تعترف بفضله، أيجوز هذا؟
لتقوية الأثر علم من حولك و ساعدهم أن يشاركوك و ستتغير حياتكم بإذن الله إلى
الأفضل فربنا كريم غنى لا تنفذ خزائنه و هو بيده الخير و هو على كل شئ قدير.
الدليل على أنها عبادة:
قوله تعالى:
} يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ
غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ * وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ
قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ } [ فاطر3 – 4[
و قوله تعالى:
} وَأَمَّا
بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}
[الضحى 11[
ثمار هذه العبادة:
-
تؤدى إلى الشكر: و هو عبادة أخرى فتتضاعف
الحسنات.
-
تذكرنا عظمة الله و قدرته.
-
تذكرنا بحق الله علينا.
-
تقينا من الغرور و الكبر لأننا نعترف أن ما
لدينا من خير هو فضل من الله و ليس من أنفسنا.
-
يدفعنا للإستغفار و يمنعنا من نسب السوء لله.
-
يمنح الرضى الحقيقى لأنه مرتبط بقناعة بوجود
نعم عظيمة.
-
زيادة حب الله فى قلوبنا.
-
زيادة النعمة، حيث أن تذكرها يؤدى للشكر و
الشكر يوجب الزيادة (لإن شكرتم لأزيدنكم).
-
تبعث على البهجة و السعادة.
-
تزيد الحماس و الطاقة الإيجابية.
تدريبات
التدريب الأول: (قبل النعاس و أنت مستلقى على فراشك)
1.
قل أذكارك المعتادة عند النوم.
2. ثم النية و محلها القلب: عبادة ذكر نعمة الله.
3.
إسترخ و يمكنك إغماض عينيك إذا كان هذا يقوى
تركيزك و ينشط تصورك للنعم.
4.
أذكر أقرب نعمة على بالك.
5.
ضع رقم واحد لأول نعمة تذكرتها، و قل الحمد
لله من أعماق قلبك.
6.
فكر فى نعمة أخرى و ضع لها رقم إثنين. و قل
الحمد لله من أعماق قلبك.
7.
و هكذا استمر تذكر نعمة تلو الأخرى و ضع لها
رقم و قل الحمد لله من أعماق قلبك.
8.
إبتسم.
9.
إستمر حتى النعاس.
10.
النعم فى ذاكرتك و أنت نائم.
11.
أنت الآن تنام بسعادة و ستزيد فرص وقايتك من
أى إصابات فى الدماغ و القلب أثناء النوم و صحتك النفسية تتحسن بفضل الله.
التدريب الثانى: (عند الاستيقاظ من النوم فى أول يومك)
1.
قل ذكرك المعتاد عند الإستيقاظ.
2.
. قل: أصبحنا و أصبح الملك لله
و الحمد لله (و تدبر معناها، فبما أن الملك بيد الله و الله بيده الخير فإنك بين
يدى صاحب الخير و النعمة فيومك موفق بين يديه يقيناً و لهذا نحمده لثقتنا فى أن
يومنا سيكون ملئ بالنعم).
3. ثم النية و محلها القلب: عبادة ذكر نعمة الله.
4.
أذكر ثلاث نعم بسرعة و قل الحمد لله.
5.
إنطلق لروتينك الصباحى.
6.
إستكمل تذكر النعم أثناء أعمالك الصباحية (و
أنت تغسل وجهك و أسنانك و أنت تحضر فطورك و ... إلخ).
7.
إبتسم.
8.
قبل توقفك عن التدريب قل: إستعنت بالله على
تحديات اليوم و سأربح بعون الله.
9.
إنطلق فى يومك بقوة و حطم كل التحديات و
استمتع بالنصر و قل الحمد لله.
المصادر:
و فيها من النفع الكثير و أرجو أن تقرأوها و تعملوا بما فيها.
· الإسلام سؤال و جواب
https://islamqa.info/ar/137984
·
طريق الإسلام
· إسلام أون لاين
ذكر النعم العبادة المهجورة
https://islamonline.net/